في سوق العملات الرقمية، تتغير المشاعر بأسرع من تغير الأسعار نفسها غالباً. ولتقييم الحالة النفسية الراهنة، يلجأ المستثمرون عادة إلى "مؤشر الخوف والطمع في العملات الرقمية". يقيس هذا المؤشر مشاعر السوق على مقياس من 0 إلى 100؛ حيث يمثل الصفر حالة خوف شديد، فيما يرمز الرقم 100 إلى أقصى درجات الطمع.
يرتكز هذا المؤشر على تجميع عدة بيانات، منها تقلبات الأسعار، وحجم التداول، والنشاط في وسائل التواصل الاجتماعي، وتغيرات الهيمنة السوقية، واتجاهات البحث ذات العلاقة. عندما يكون المؤشر منخفضاً، فهذا يدل على مستوى مرتفع من الخوف لدى المستثمرين، وقد تكون السوق دون قيمتها الحقيقية. أما ارتفاع المؤشر فيشير إلى تفاؤل مفرط بين المستثمرين ويزيد من احتمالية الشراء عند قمم الأسعار.
الرسم البياني: https://coinmarketcap.com/charts/fear-and-greed-index/
تُظهر البيانات الأخيرة أن مؤشر الخوف والطمع للعملات الرقمية يبلغ حالياً نحو 63، ما يضعه في منطقة "الطمع" بشكل واضح. ويعكس ذلك موجة تفاؤل عامة في السوق، حيث يدفع تدفق رؤوس الأموال معظم أسعار الأصول إلى مستويات مرتفعة نسبياً. وتشهد Bitcoin وEthereum حالياً اتجاهات تصاعدية، إلى جانب تحقيق بعض عملات الميم والعملات الرقمية الصغيرة مكاسب كبيرة.
بالنسبة للوافدين الجدد، تكمن أهمية المؤشر في إظهار شهية السوق للمخاطرة في الوقت الراهن. إذا لاحظت أن المؤشر ضمن نطاق الطمع الشديد، فهذا يعني أن السوق غالباً ما تمر بمرحلة فقاعة قصيرة الأجل. الاستثمار الكبير في هذه الظروف قد ينجم عنه خسائر غير متحققة إذا حدث تصحيح لاحق. أما عندما يبلغ المؤشر ذروة الخوف، فإن الفرص الاستثمارية طويلة الأمد تظهر عادةً في السوق.
ينطوي ارتفاع معنويات السوق اليوم على فرص ومخاطر في آن واحد. استخدم مؤشر الخوف والطمع كأداة داعمة لا كمرشد وحيد. اتخذ قراراتك بعقلانية، نوع أصول محفظتك، واحرص على ضبط حجم مراكزك لتتمكن من التعامل مع الأسواق المشوبة بالطمع المرتفع.